کد مطلب:240932 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:139

اول من أتاح الله له أن یتزوج بامرأة قتل بعلها کان داود
من أجوبة الرضا علیه السلام لمسائل ابن الجهم فیما رواه الصدوق بإسناده إلی أبی الصلت الهروی قال: «لما جمع المأمون لعلی موسی الرضا علیهماالسلام أهل المقالات من أهل الإسلام و الدیانات من الیهود و النصاری و المجوس و الصابئین وسائر أهل المقالات فلم یقم أحد إلا و قد ألزمه حجته كأنه ألقم حجرا قام إلیه علی بن محمد بن الجهم فقال له: یا ابن رسول الله أتقول بعصمة الأنبیاء؟ قال نعم قال: فما تعمل فی قول الله عزوجل:

«و عصی آدم ربه فغوی» [1] و فی قوله عزوجل: «و ذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر علیه»، [2] و فی قوله عزوجل فی یوسف علیه السلام: «و لقد همت به و بها»، [3] و فی قوله عزوجل فی داود: «و ظن داود أنما فتناه»، [4] و قوله تعالی فی نبیه محمد صلی الله علیه و آله: «و تخفی فی نفسك ما الله مبدیه»؟ [5] .

فقال الرضا علیه السلام:

و یحك یا علی اتق الله و لاتنسب إلی أنبیاء الله الفواحش و لاتتأول كتاب الله برأیك؛ فإن الله عزوجل قد قال: «و لایعلم تأویله إلا الله و الراسخون فی العلم» [6] .

و أما قوله عزوجل فی آدم: «و عصی آدم ربه فغوی»، فإن الله عزوجل خلق آدم حجة فی أرضه و خلیفة فی بلاده لم یخلقه للجنة، و كانت المعصیة من آدم فی الجنة لافی الأرض و عصمته تجب أن تكون فی الأرض لیتم مقادیر أمر الله فلما أهبط إلی الأرض و جعل حجة و خلیفة عصم بقوله عزوجل: «ان الله اصطفی آدم و نوحا و آل ابراهیم و آل عمران علی العالمین» [7] .

و أما قوله عزوجل: «و ذالنون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر



[ صفحه 172]



علیه«، إنما ظن بمعنی استیقن أن الله لن یضیق علیه رزقه ألا تسمع قول الله عزوجل: «و أما اذا ما ابتله ربه فقدر علیه رزقه» [8] أی: ضیق علیه رزقه و لو ظن أن الله لایقدر علیه لكان قد كفر.

و أما قوله عزوجل فی یوسف: «و لقد همت به و هم بها»، فإنها همت بالمعصیة و هم یوسف بقتلها إن أجبرته لعظم ما تداخله فصرف الله عنه قتلها و الفاحشة و هو قوله عزوجل: «كذلك لنصرف عنه السوء و الفحشاء» [9] یعنی القتل و الزنا.

و أما داود - علیه السلام - فما یقول من قبلكم فیه؟

قال علی بن محمد بن الجهم یقولون: إن داود - علیه السلام - كان فی محرابه یصلی فتصور له إبلیس علی صورة أحسن ما یكون من الطیور فقطع داود صلاته و قام لیأخذ الطیر فخرج الطیر إلی الدار [كذا] فخرج الطیر إلی السطح فصعد فی طلبه فسقط الطیر فی دار أوریا بن حنان فاطلع داود فی أثر الطیر فإذا بامرأة أوریا تغتسل فلما نظر إلیها هویها و كان قد أخرج أوریا فی بعض غزواته فكتب إلی صاحبه أن قدم أوریا أمام التابوت فقدم فظفر أوریا بالمشركین فصعفب ذلك علی داود فكتب إلیه ثانیة أن قدمه أمام التابوت فقدم فقتل أوریا فتزوج داود بامرأته. قال: فضرب الرضا علیه السلام بیده علی جبهته و قال:

إنا لله و إنا إلیه راجعون لقد نسبتم نبیا من أنبیاء إلله إلی التهاون بصلاته حین خرج فی إثر الطیر ثم بالفاحشة قم بالقتل، فقال: یا ابن رسول الله فما كان خطیئته؟

فقال: و یحك إن داود إنما ظن أن ما خلق الله عزوجل خلقا هو أعلم منه فبعث الله عزوجل إلیه الملكین فتسورا فی المحراب فقالا: «خصمان بغی بعضنا علی بعض فاحكم بیننا بالحق و لاتشطط و اهدنا إلی سواء الصراط - إن هذا أخی له تسع و تسعون نعجة ولی نعجة واحدة فقال أكفلنیها و عزنی فی الخطاب». [10] فعجل داود علیه السلام علی المدعی علیه فقال: «لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلی نعاجه». [11] فلم یسأل المدعی البینة علی ذلك و یقبل علی المدعی علیه فیقول له: ما تقول؟ فكان هذا خطیئة رسم الحكم، لاما ذهبتم إلیه، ألا تسمع الله عزوجل یقول: «یا داود إنا جعلناك خلیفة فی



[ صفحه 173]



الأرض فاحكم بین الناس بالحق و لاتتبع الهوی» [12] إلی آخر الآیة.

فقال یا ابن رسول الله فما قصته مع أوریا؟

فقال الرضا علیه السلام إن المرأة فی أیام داود - علیه السلام - كانت إذا مات بعلها أو قتل لاتتزوج بعده أبدا، و أول من أتاح الله له أن یتزوج بامرأة قتل بعلها كان داود - علیه السلام - فتزوج بأمرأة أوریا لما قتل و انقضت عدتها منه، فذلك الذی شق علی الناس من قبل أوریا» [13] .

و الحدیث ذكرنا أكثره لتربط الكلمة به و لأن فی محتواه الأسئلة و أجوبتها التی تنفع، و لإتمام النفع نذكر تمامه:

قال الرضا علیه السلام بعده:

و أما محمد - صلی الله علیه و آله - و قول الله عزوجل «و تخفی فی نفسك ما الله مبدیه و تخشی الناس و الله أحق أن تخشه»، فإن الله عزوجل عرف نبیه - صلی الله علیه و آله - أسماء أزواجه فی دار الدنیا و أسماء أزواجه فی دار الآخرة و أنهن أمهات المؤمنین وإحدا هن من سمی له زینب بنت جحش و هی یومئذ تحت زید بن حارثة فأخفی اسمها فی نفسه و لم یبده لكیلا یقول أحد من المنافقین: إنه قال فی امرأة فی بیت رجل إنها إحدی أزواجه من أمهات المؤمنین و خشی قول المنافقین فقال الله عزوجل: «و تخشی الناس و الله أحق أن تخشه» [14] یعنی فی نفسك و إن الله عزوجل ما تولی تزویج أحد من خلقه إلا تزویج حواء من آدم علیه السلام، و زینب من رسول الله - صلی الله علیه و آله - بقوله «فلما قضی زید منها و طرا زوجنكها» [15] الآیة و فاطمة من علی - علیهماالسلام - قال فبكی علی بن محمد بن الجهم: یا بن رسول الله أنا تائب إلی الله عزوجل من أن أنطق فی أنبیاء الله - علیهم السلام - بعد یومی هذا إلا بما ذكرته». [16] .



[ صفحه 174]




[1] طه: 121.

[2] الانبياء: 87.

[3] يوسف: 24.

[4] ص: 24.

[5] الأحزاب: 37.

[6] آل عمران: 7.

[7] آل عمران: 33.

[8] الفجر: 16.

[9] يوسف: 24.

[10] ص: 23 - 22.

[11] ص: 24.

[12] ص: 26.

[13] عيون اخبار الرضا 155 - 153/1. تفسير الصافي 444 - 443/2.

و كان موت داود علي ما أجاب أميرالمؤمنين عليه السلام عما سأله السائل عن أول من مات فجأة فقال عليه السلام: «داود مات علي منبره يوم الأربعاء». عيون أخبار الرضا 192:1.

[14] الأحزاب: 37.

[15] الأحزاب: 37.

[16] عيون أخبار الرضا 155:1.